الأزمة الليبية تغذي المخاوف من تحول منطقة الساحل إلى خزان بارود

حذر المشاركون في ندوة الجزائر حول مكافحة الارهاب التي افتتحت الاربعاء من تحول منطقة الساحل الى خزان بارود وتدهور شامل للوضع الامني بسبب الازمة الليبية، التي تسببت في انتشار السلاح والمتفجرات.

واعتبر وزير خارجية النيجر محمد بازوم ان "الوضع في منطقتنا (الساحل الافريقي) شهد تدهورا شاملا منذ اجتماع قيادات اركان دول الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر في باماكو في 20 ايار/مايو الماضي".

واضاف "الوضع تدهور بسبب الازمة الليبية التي حولت المنطقة الى خزان بارود حقيقي بسبب انتشار السلاح والمتفجرات".

وافتتح الوزير الجزائري المنتدب للشؤون المغاربية والافريقية عبد القادر مساهل ندوة الجزائر حول مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة والتنمية في منطقة الساحل، بحضور وزراء خارجية الجزائر ومالي والنيجر وموريتانيا، و38 وفدا من الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن وخبراء وممثلين من المنظمات الاقليمية.

وقال مساهل "ان الندوة تعد الاولى من نوعها بما أنها تجمع شركاءنا والمنظمات الاقليمية والامم المتحدة والدول المانحة"

أكد سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر دافييد انشر استمرار بلاده في دعم دول منطقة الساحل لمواجهة خطر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وقال "أنشر على هامش ندوة الجزائر الدولية المخصصة للوضع في منطقة الساحل، أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر مسألة مكافحة الإرهاب في الساحل الإفريقي من أهم المواضيع في العالم في الوقت الراهن، مشيرا إلى مشاركة بلاده بوفد عالي المستوى يترأسه منسق شؤون مكافحة الإرهاب في وزراة الخارجية الأمريكية دانييل بنجامين دليل على هذه الأهمية".

أما منسق شؤون مكافحة الإرهاب في وزراة الخارجية الأمريكية دانييل بنجامين على هامش الندوة فقال أن "هذه الأخيرة تشكل فرصة نادرة أتاحتها الجزائر في الوقت المناسب أمام دول المنطقة ودول شريكة أخرى ومنظمات دولية بغية دراسة جوانب رئيسية من مكافحة خطر الإرهاب مع العمل على تصور استراتيجيات جديدة أحسن لمكافحته"، مشيرا إلى "أن الندوة ستسمح باستحداث عمل جماعي لاستراتيجيات مكافحة الإرهاب من شأنها مساعدة دول المنطقة على مواجهة الخطر المحدق بها".

واعترف الجنرال كارتر هام، قائد القوات الأمريكية في إفريقيا "الأفريكوم" بالدور الكبير الذي تلعبه الجزائر في محاربة الإرهاب العابر للقارات، مقرا بتأخر الولايات المتحدة في تبني سياسة واضحة في مكافحة الإرهاب مقارنة بالجزائر.

وأكد هام في تصريح له على هامش ندوة الجزائر أن الجزائر قدمت ثمنا باهظا من اجل القضاء على الجماعات الإرهابية المتطرفة، مشيرا إلى العلاقة والشراكة بين الجزائر وواشنطن في مجال التنسيق الأمني والعسكري، زيادة إلى التعاون الاستخباراتي، معتبرا أن الجزائر تعتبر الرقم الأساسي في معادلة الجريمة المنظمة والإرهاب الدولي في منطقة دول الساحل الإفريقي وهو الدور -حسبه- الذي لايمكن الاستغناء عنه كتجربة رائدة.
[b]

أجمعت كثير من وسائل الإعلام الأجنبية على أهمّية النّدوة الدولية للجزائر حول الشراكة والأمن والتنمية بين بلدان الميدان (الجزائر، مالي، موريتانيا والنّيجر) وشركائهم خارج الإقليم، لا سيّما فيما يتعلّق بضرورة إقامة استراتيجية موحّدة وتعاون حول مسائل الأمن والتنمية في منطقة الساحل·

في هذا الشأن اليومية المالية (لوريبوبليكان) أكّدت على (الدور الهام) للجزائر في هذا التشاور الإقليمي الذي أفضى من خلال تبادلات مكثّفة إلى إعداد (استراتيجية إقليمية مندمجة ومنسجمة) لرفع تحدّيات الأمن والتنمية بشكل جماعي· وكتبت الصحيفة أن الأخطار المتعلّقة بانعكاسات الوضع في ليبيا، لا سيّما التدفّق غير المتحكّم فيه للأسلحة أضفت على هذه النّدوة (بعدا خاصّا) إلى جانب توافد العمّال المهاجرين الذين اضطرّوا إلى مغادرة ليبيا، ممّا نتج عن ذلك أعباء إضافية على الموارد المحدّدة لمالي والنّيجر· وأشارت يومية (لوروبوبليكان) إلى (ضرورة أخذ هذه العناصر بعين الاعتبار في مقاربة الأمن والتنمية في المنطقة)، داعية إلى تعزيز وتوسيع التشاور· وكتبت يومية (لوجورنال دي مالي) أن هدف ندوة الجزائر يتمثّل في تنظيم الشراكة من خلال (تحقيق انسجام) بين شركاء بلدان المنطقة وتحقيق (تكامل أكبر) بين مختلف الاستراتيجيات والشراكات لصالح منقطة الساحل· وجاء في أسبوعية (جون أفريك) أنه أمام (الخطر المستمرّ) للإرهاب أجمع المشاركون على التعاون الإقليمي والدولي، وفي هذا الصدد ذكّرت بالموقف المبدئي للجزائر التي (ترفض قطعا أيّ دفع للفدية في حالة حجز رهائن)· وأبرزت إذاعة (راديو فرانس أنترناسيونال) الأولوية التي أبدتها الجزائر لدعم موريتانيا ومالي والنّيجر لتكون (لديهم الوسائل اللاّزمة لمباشرة مكافحة ناجحة) للإرهاب، موضّحة في هذا الإطار أن الجزائر (ما تزال جدّ حسّاسة فيما يخصّ المسائل المتعلّقة بالسيادة الوطنية)· ومن جهتها، ركّزت اليومية الفرنسية (لاكروا) على أهمّية ندوة الجزائر من أجل (تأمين) الساحل ومشاركة أطراف هامّة على غرار القوى العالمية ومختلف المنظّمات الدولية· وبالنّسبة للصحافة النّاطقة باللّغة العربية جاء في يومية (الشرق الأوسط) أن هدف النّدوة تمثّل في إعطاء دفع للتعاون بين دول الميدان وشركائها من أجل مكافحة الإرهاب والجريمة المنظّمة· وفي الأخيرر ذكر الموقع الإلكتروني (إيلاف) أن الجزائر تولي أهمّية بالغة لتطوير منطقة الساحل ولمساعدة السكّان المحلّيين من أجل مواجهة انتشار الجماعات الإرهابية التي تستغلّ فقر وعزلة هذه المنطقة·