من المدرسة الوطنية للبيطرة إلى السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي

من المدرسة الوطنية للبيطرة إلى السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي
إن مشكلتنا في الجزائر هي أننا لا نفتقر للإرادة الإصلاحية ولا للبرامج الإستراتيجية ولا للخطط التطويرية ، وإنما حاجتنا أكبر لمن يجسد هذه الإرادة ويطبق هذه البرامج ويسهر على إنجاح هذه الخطط ... لقد كان رئيسنا واضحا في إصراره على ضرورة فتح الباب على مصراعيه أمام الحوار مع كامل فئات المجتمع ، خاصة منهم المثقفين وإطارات الجزائر، غير أن غياب من يطبق تعليمة الرئيس بمدرستنا – المدرسة الوطنية العليا للبيطرة – الحراش – يدفع بشبابنا – كما دفع من كان قبلنا – إلى ما لا يحمد عقباه .
قبل عام ونصف دخل الدكاترة البيطريون والمسؤولون المستقبليون عن ما يقتاته الشعب الجزائري في إضراب دام أكثر من ستة أشهر نظرا لتفاقم المشاكل البيداغوجية بالمدرسة وغرقها في دوامة من التكتلات والحروب الباردة بين الإدارة وأساتذتها وبقي الطالب هو الضحية وميدان المعركة ، لكن هذا لم يتغير رغم تدخل الجهات الوصية وتقديمها لوعود زائفة بل زادت سوءا وتفاقما ، ويتضح ذلك من خلال :
- عدم تسليم المدرسة الجديدة خلال السنة الدراسية 2010/2011 مع العلم أن هذه الأخيرة لا تزال ورشة أشغال إلى يومنا هذا رغم أن الأشغال بها انطلقت سنة 2004 ومدة التسليم كانت 18 شهرا وقد صرح الوزير بتسليمها بداية العام الماضي أمام وسائل الإعلام .
- افتقار المدرسة لأدنى الوسائل والتجهيزات اللازمة للتحصيل العلمي وأخذ الدروس خاصة الجانب التطبيقي منه ، وتحول المكتبة إلى أرشيف لاحتوائها على أقدم الكتب في التاريخ كما أن تكنولوجيا الانترنت لا تزال حلما يراود الأساتذة قبل أن يراود الطلبة ....
- وما زاد الآمر تعفنا داخل المدرسة هو سياسة التكتلات المنتهجة من طرف بعض الأساتذة بين موال ومعارض للمدير ، وكل واحد منهم يلعب بورقة مستقبل الطلبة مقابل الضغط على الآخر وزعزعة استقرار المدرسة لتحقيق مآربه الشخصية ،وقد تعددت أشكال ابتزاز الطلبة لدفعهم إلى الاحتجاج و الثوران : فابتداء بالاعتداء الجسدي والمعنوي والضغط بالإقصاء وصولا إلى وصمة العار التي تزلزل عرش وزارة التعليم العالي عندما تجد أستاذة تفتح مزادا لبيع النقاط للطلبة مقابل توقيعهم على ورقة يشهدون فيها أنها كفؤة وتحسن أداء عملها ...
- ولو كان بالمدرسة ماسبق فقط لكان يمكن أن يصبر عليه الطلبة ويتجاوزوه ، لكن أن يصل الأمر ببعض الأساتذة لاستخدام نفوذهم و التصريح به أمام الطلبة دون استحياء ، فهذا يتبجح بعلاقته الوطيدة بالخطوط الجوية الجزائرية وآخر يتعالى لأن له علاقة بالمؤسسة العسكرية ، والأدهى والأمر من ذلك لو أنهم كانوا على قدر من العلم والمستوى اللازم لتدريس الطلبة ، فبمجرد أن تعرف أن أحدهم يستنجد بأستاذ من بلجيكا ليعطيه الدروس وآخر مصدره نسخ ولصق (copier-coller ) من الانترنت يجعلك تفقد الثقة في ما نأخذه ونتلقاه ...
- وفي ظل غياب قانون واضح يحدد منهجية التعامل مع أستاذ بعقلية "الصابوتاج " وفي يده سلاح النقطة الاقصائية ، التي طالما أرقت الطلبة وجعلتهم لقمة سائغة سواء لتصفية حساب أو لأن الطالب لا يروق له ، وهو ديدننا في المدرسة وعند الاحتجاج يقال لك : " اشكي لمن حبيت " ...، نبقى نحن الضحايا ومن يدفع الثمن ...
- و بالإضافة إلى عدة مشاكل أخرى بيداغوجية يومية يعيشها الطلبة ، فإننا نطالب معاليكم ، درءا للفتن وحلا للمشاكل وتطبيقا لمنهجكم ، أن تخرجونا من صراع لا علاقة لنا به وتردوا المظالم إلى أهلها قبل أن تتطور الأمور إلى ما لا يرضاه الطالب الجزائري وتجنبونا ما قد حدث لجيراننا ...وفي الأخير سؤال يراود الطلبة عسى أن يجد لديكم الجواب ،وهو : هؤلاء يريدون كذا وكذا فما ذنبنا نحن ....؟ ....." وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت ".....